‏القطيف: احتفال باليوم "الوطني" ورقص على جراح آل محمد عليهم السلام

▐6 صفر 1441

ما زال من يعد نفسه من شيعة أهل البيت عليهم السلام - وهم منهم براء - يسددون الطعنات تلو الطعنات في قلب صاحب الزمان عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام باستخفافهم وسفالتهم وانحطاطهم الأخلاقي بإظهارهم مظاهر الفرح والسرور في أيام أحزان آل محمد عليهم السلام!

وكأن هؤلاء قد انسلخوا من هويتهم الدينية -التي كنا نفتخر بها- وأصبحوا بكرية بلباس شيعي!

تراهم يمجدون بالظلمة والقتلة وكأنهم نسوا الدماء التي سفكت منذ عشرات السنين، والاضطهاد والسجون التي تعج بالمظلومين! منطقهم منطق البكرية بلا فرق!

إن هذا المجتمع القطيفي - في غالبه - قد انقلب على أعقابه، وعلى مبادئه وقيمه الأخلاقية، وليس مأسوفا عليه! (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم).

هنا ليس لي إلا أن أتمثل بما قاله الشيخ الحبيب في بيان سابق:

"هل يمكن أن تكون هذه المناسبة أعظم من مناسبة ميلاد الإمام الكاظم - عليه السلام - في هذه الأيام؟ لا يمكن بكل تأكيد.
فإذا ترك المؤمنون التهنئة والتبريك بتلك المناسبات الدينية العظيمة احتراما لأحزان أهل البيت - عليهم السلام - في هذه الأيام فكيف لا تُترك التهنئة والتبريك بما دونها من مناسبات؟ فإنها مهما عظمت لا تفوق في العظمة تلك، هذا إن كانت عظيمة أصلا، لأن المؤمن ينظر إليها بمجهر فحص الإخلاص وسلامة العقيدة قبل كل شيء آخر.
إن الذين يصرون على الاستخفاف بحرمة أهل البيت ولا يراعون أحزانهم في هذه الأيام ويتبادلون التهاني والتبريكات بأي مناسبة كانت؛ لا شك في أنهم خارجون عن الصفة التي حددها أئمتنا عليهم السلام بقولهم: يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، أولئك منا وإلينا.. خارجون عن سيرة الشيعة الأبرار منذ القديم.. خارجون عن الأدب الذي أدبنا عليه أئمتنا الأطهار صلوات الله عليهم.
إن الإنسان المؤمن لا يرى مناسبة تستحق التهنئة والتبريك مطلقا في أيام محرم وصفر، ولا يبدي أي مظهر من مظاهر الابتهاج في هذا الموسم السنوي الحزين.
إنه لا يعيش إلا المصيبة ولا يبدي إلا الجزع، ويلتزم بلبس السواد إشعارا بالحداد إلى يوم الثامن من ربيع الأول، ولا ينزعه إلا في اليوم التاسع المنعوت في الآثار الشريفة بيوم نزع السواد.
هكذا تعلمنا من أئمتنا وعلمائنا وهذا ما جرت عليه سيرتنا منذ القديم.
هكذا نكون من آل محمد وإليهم صلوات الله عليهم، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، ونقدّم مناسباتهم على مناسباتنا مهما كانت.
فمن لا تكون هذه صفته ونراه يهنئ ويبارك للناس في أحزان أهل البيت.. لا يمكن أن يكون منهم ومنا. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" انتهى.

نكرر هذه التحذيرات معذرة إلى جل وعلا وكما قال الله في كتابه: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).

محمد أبو سلطان

(صورة) جانب من احتفالات "اليوم الوطني السعودي" بالقطيف


شارك المنشور على Facebook Twitter Telegram Whatsapp