‏‏الأب الروحي

المهام والصلاحيات

هو المتولي الشرعي للاتحاد وما يتفرع عنه، ودوره الأساس هو ضبط مساره العام بحيث يكون مطابقا للشرع ومحققا للمقاصد التي من أجلها تأسس الاتحاد.

يجب أن يكون الأب الروحي للاتحاد من أهل الورع والفقاهة والحكمة، وهو لا يباشر العمل الإداري غالبا وإنما يكون له دور إشرافي رقابي، كما له حق الاقتراح، التحذير، النصح، التوجيه الملزم، والنقض.


نشأته الدينية والثقافية

ولد الشيخ الحبيب سنة 1399 وسط عائلة شيعية متدينة، وكانت عائلته الكبرى تسكن في المرقاب بالكويت. كان يرفع الأذان منذ صغره في جامع النقي عليه السلام، كما كان في صغره رادودا حسينيا وقارئاً للقرآن.

ابتدأ دراسته في المدارس الحكومية الكويتية، ثم التحق بكلية العلوم السياسية في جامعة الكويت، ثم اتجه إلى الدراسات الدينية عام 1416 في قم المقدسة، حيث درس تحت إشراف السيد محمد رضا الشيرازي قدس سره.

بدأ الشيخ الحبيب حياته العملية في المجال الإعلامي منذ الصغر حيث عمل محرراً صحافياً في جريدة الوطن الكويتية منذ سنة 1411، ولم يكن عمره يتجاوز حينها اثنتا عشرة سنة، ثم انتقل إلى جريدة صوت الكويت حتى أوقفت الحكومة إصدارها سنة 1414، فانتقل إلى الطليعة، فالرأي العام، فالقبس، فصوت الخليج، قبل أن يتجه للعمل الإعلامي الخاص ضمن نشاطات هيئة خدام المهدي (حاليا اتحاد خدام المهدي عليه السلام) والتي كان مؤسسها.

كان يلقي محاضرات أسبوعية في مجلسه بالكويت ويشرف كذلك على نشر مجلة المنبر؛ وكان يكشف عبر المحاضرات والمقالات عن الكثير من الحقائق التاريخية والدينية المغيبة من جملتها السِّيَر المظلمة لشخصيات أسست لانحراف الأمة عن الدين الإسلامي الأصيل، ومن أبرز هذه الشخصيات أبو بكر وعمر وعائشة لعنهم الله.


سجنه في الكويت

أثار نتاج الشيخ الحبيب بعض النواب البكريين في مجلس الأمة الكويتي حيث قاموا بالمطالبة بإيقاف نشاط الشيخ الحبيب وهيئة خدام المهدي عليه السلام.

قامت الحكومة الكويتية باعتقاله وإيداعه السجن سنة 1424، حيث حكم قاضي المحكمة الابتدائية بأقصى عقوبة في قانون المطبوعات، وهي الحكم سنة مع غرامة ألف دينار، إلا أن ضغوط التيارات البكرية آلت إلى تحويل القضية من جنحة إلى جناية، ثم تصييرها قضية أمن دولة بغية تشديد العقوبة، وهكذا صدر الحكم بالسجن عشر سنوات سنة 1425، والذي انضم إليه حكم آخر بالسجن عشر سنوات أخرى سنة 1427، ثم حكم ثالث بالسجن خمسة عشر سنة 1432، قبل أن تقضي محكمة الجنايات سنة 1438 بإضافة حكم رابع بالسجن عشر سنوات إضافية مع الشغل والنفاذ في قضية أمن دولة متعلقة بالانضمام لجماعة محظورة، فأصبح المجموع خمساً وأربعين سنة، أي قرابة نصف قرن، وهو أول حكم من نوعه في تاريخ الكويت في قضية من قضايا الرأي. هذا كله مضافا إلى قرار السلطات الكويتية بسحب الجنسية الكويتية من الشيخ الحبيب ومن أبنائه بموجب مرسوم وزاري عقبه قرار حكومي صدر سنة 1431.


خروجه من السجن

من الله تعالى عليه بالحرية والخلاص من السجن بعض مضي شهرين وخمسة وعشرين يوما فقط، وهذا بعد توسله بقمر بني هاشم أبي الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليه) ومعاهدته إياه على استكمال مسيرة الدفاع عن حق آل محمد (صلوات الله عليهم).

قبل ثلاثة أيام من مناسبة اليوم الوطني لسنة 2004، تم إخباره بأنه سيخرج بمناسبة العفو الأميري بالعيد الوطني وما عليه إلا دفع غرامة الألف دينار المنصوص عليها في الحكم، وهذا بالرغم من أنه لم يكن ثمة مؤشر على أن هناك تدخلا من قبل الديوان الأميري لإلحاقه بقائمة المشمولين بالعفو السنوي، خاصة أن شروط وقواعد العفو لا تنطبق عليه.

أقرت الحكومة الكويتية لاحقًا في جواب لسؤال برلماني، وكذا في ردّها على تقرير الخارجية الأمريكية في شأن حقوق الإنسان؛ أقرّت بأن الإفراج عن الشيخ الحبيب كان قد وقع عن طريق "الخطأ في الإجراءات"، وهي إلى اليوم لا تعرف كيف وقع هذا الخطأ ومِن قِبَل مَن مِن المسؤولين والموظفين!


هجرته

بعد الإفراج عن الشيخ؛ لم تمضِ ساعتان حتى اكتشفت السلطات الخطأ الإجرائي وحاولت مجددا استدراجه إلى السجن وبعثت قوة أمنية إلى بيت أهله من أجل إلقاء القبض عليه، لكن الشيخ الحبيب تفطن لخططها فعاش فترة في الكويت متنقلاً بين بيوت بعض أصدقائه، قبل أن يجتاز الحدود إلى العراق ليعيش فيه بين مدن النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وبلد، إضافة إلى رحلات متفرقة إلى العاصمة بغداد، في فترة كان الوضع الأمني فيها خطيراً لتزامنه مع أحداث الغزو الأمريكي للعراق.

إنتقل الشيخ الحبيب فيما بعد إلى إيران مع زياراته المتفرقة لمدن: مشهد وقم والري وكاشان، ثم قرر السفر إلى بريطانيا سنة 1425، التي حصل فيها على حق اللجوء.

أشارت منظمة العفو الدولية إلى الحكم الصادر ضد الشيخ الحبيب وضمنته في تقريرها الصادر سنة 2005 بشأن حقوق الإنسان في الكويت. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية من جانبها مرتين إلى سجن الشيخ نتيجة تعرضه "للصحابة"، وقالت أن بعض الشيعة يرون أن ذلك إنما هو نتيجة لتعرض الحكومة لضغوط من الجماعات "الإسلامية".

وبهذا الخصوص علق مسؤول أممي أجرى مقابلة مع الشيخ الحبيب لأخذ المعلومات عن قضيته وتسجيلها في سجل الأمم المتحدة، قائلا بِتَهكُّم: "يبدو أن أمن بلدكم هو أمن قوي جدا إلى درجة أنه يتزعزع بسبب محاضرة"!


إعادة تأسيس مقر الاتحاد

أعاد الشيخ الحبيب تأسيس هيئة خدام المهدي عليه السلام (اتحاد خدام المهدي عليه السلام حاليا) في بريطانيا، بعد أن أقدمت السلطات على هدم مقرها السابق في الكويت.

وجه الشيخ الحبيب سنة 1433 دعوة عامة لمشايخ البكرية من أجل مناظرته في موضوع حدده في هذا السؤال: "هل الواجب على المسلم موالاة عائشة أم البراءة إلى الله تعالى منها؟"، وقد أكد بأن الباب مفتوح لجميع مشايخ ودعاة البكرية للدخول في المناظرة إلا أنه اشترط أن يكون المتقدم في مستوى معقول من الشهرة والمقبولية، وقد وُجهت الدعوة رسمياً إلى: المصري يوسف القرضاوي، المصري أحمد الطيب، السعودي عبد العزيز آل الشيخ، المصري محمد حسان، السعودي محمد العريفي، السوري عدنان العرعور، السعودي عائض القرني، السعودي سلمان العودة، الموريتاني محمد حسن الددو، المصري محمد حسين يعقوب، الكويتي عثمان الخميس، المصري محمد الزغبي، اليمني خالد الوصابي، البحريني حسن الحسيني، اللبناني عبد الرحمن دمشقية، العراقي طه الدليمي، الاريتري جلال الدين محمد صالح، المصري عبد الرحمن عبد الخالق، المصري أبو إسحاق الحويني، السعودي محمد البراك، السعودي محمد صالح المنجد، المصري صلاح عبد الموجود، المصري أحمد النقيب، المغربي محمد الفزازي، المصري محمد عبد المقصود. لكن جميعهم تهربوا من مواجهته في هذه المناظرة العلنية.

ظاهرة الشيخ ياسر الحبيب

في عام 1436، قام موقع ويكيليكس (المتخصص في تسريب الوثائق الرسمية الحساسة) بتسريب وثيقة صادرة عن السفارة السعودية بالكويت. الوثيقة كشفت عن قيام السفير السعودي المدعو عبدالعزيز الفايز بالتواصل عبر برقية "عاجلة وسرية للغاية" مع وزير الداخلية المدعو سعود الفيصل آل سعود، وذلك بشأن ظاهرة الشيخ ياسر الحيبب؛ الأب الروحي لاتحاد خدام المهدي عليه السلام.

j


وقال الكاتب البكري الجزائري، سلطان بركاني، في منشور على صفحته بالفيسبوك سنة 1437، بأن "كل المؤشرات والقرائن تدل على أن المتشيعين الجزائريين يتجهون إلى السير على خطى ياسر الحبيب الذي يرى بأن زمان التقية قد ولى" مشيرا إلى قيام بعض الجزائريين بسب الطاغية أبي بكر لعنه الله بشكل علني في أحد المساجد الواقعة في قلب مدينة بيسكرة. وفي سنة 1441، خلصت دراسة أكاديمية للدكتور المصري محمد يسري أبو هدور من جامعة الإسكندرية، إلى وجود العديد من الشواهد التي تدعم احتمالية صعود وتنامي ما أطلقت عليه (الحالة الحبيبية) في المستقبل القريب، حيث أن "ياسر الحبيب وحالته وأفكاره يكسبون موارد بشرية وقواعد جديدة لهم بشكل متنام ومتصاعد؛ خصوصا في الدول والمجتمعات التي حدثت فيها ثورات الربيع العربي أو الدول التي تأثرت بتلك الروح بشكل غير مباشر. والمقصود بهذا السيناريو أن الحالة الحبيبية سوف تستطيع في المدى الزمني المستقبلي القصير، أن تحقق مزيدا من التنامي والتصاعد، وأنها سوف تحقق نجاحات كثيرة وقوية في شتى المناحي المتعلقة بالحالة والمرتبطة بها".



شارك المنشور على Facebook Twitter Telegram Whatsapp