▐7 جمادى الآخرة 1442
لم يمض على ظهور الإعلان الترويجي للفيلم العالمي السينمائي سيدة الجنة (The Lady of Heaven) سوى أسابيع قليلة؛ حتى وجدنا هجوما شرسا من نظام المدعو علي خامنئي وأذياله في المنطقة وممن يلوذون به ويتماشون مع سياسته، وكَيْلاً للاتهامات والافتراءات والأكاذيب الواضحة للجهة المنتجة للفيلم ولكاتب السيناريو الشيخ ياسر الحبيب.
وقد زعم هؤلاء أن الفيلم الذي يتناول سيرة السيدة الزهراء عليها السلام أنه سيسبب الفتنة والحروب الطائفية والانقسامات في الأمة الإسلامية، وغيرها من مزاعم، على الرغم من أنهم لم يطلعوا على الفيلم ولا على السيناريو ولا على أي شيء له صلة به، وهذا ما يجعلنا نتسائل عن كيفية حكم هؤلاء على الفيلم قبل رؤيته!؟
أقول؛ إنا لو رجعنا إلى الماضي وتحديدا عام 2011، لوجدنا أن هنالك مؤسسة إعلامية خليجية قد قامت بإنتاج مسلسل تاريخي من 30 حلقة يتناول الحقبة الزمنية التاريخية التي تلت هلاك عثمان بن عفان، مرورا بالأحداث التي جرت في زمن أمير المؤمنين علي عليه السلام كحربَيْ الجمل وصفين، ومرورا أيضا بزمن الإمام الحسن عليه السلام، وانتهاءً باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام. هذا المسلسل عُرف باسم "الحسن والحسين ومعاوية" وتم عرضه عام 2013 في مختلف القنوات العربية الفضائية!
وكما هو معلوم، فإن تلك الحقبة الزمنية التي تناولها ذلك المسلسل ملأى بالأحداث الحساسة والساخنة (هذه الحقبة يسميها البكريون بالفتنة الكبرى) والتي قد يتحسس من طرحها عموم المسلمين لما تسببه من طائفية وفتنة بين المسلمين - على حد زعم البعض - إلا أننا لم نجد أيا من تلك المزاعم قد حصلت في الأمة الإسلامية جراء إنتاج هذا المسلسل، مع قطع النظر عن صحة ما جاء فيه.
وعلى الرغم من الاعتراضات الخجولة لنظام خامنئي على إنتاج هذا المسلسل وتخوفاتهم من أنه "سيؤدي إلى الفرقة بين المسلمين" كما قال في وقتها وزير الثقافة المدعو سيد محمد حسيني، إلا أن ذلك لم يغير من واقع المسلمين شيئا، ولم يغير من قناعات الجهة المنتجة له أصلا!
منتج المسلسل المدعو محمد العنزي قال آنذاك أن "الهدف من تناول الموضوع هو إظهار منطقة أو فترة في التاريخ لم يتم التطرق لها، ووضع النقاط على الحروف في بعض المسائل غير الواضحة للناس".
وعلى ضوء هذا الذي بيناه، لدينا تعليقات نرد بها على المعارضين من بكرية وبترية لظهور الفيلم العالمي سيدة الجنة:
1- لقد أعطى المنتجون للمسلسل المذكور - وهم من الطائفة البكرية - الحق لأنفسهم في إنتاجه رغم المغالطات التي حواها، كادعائهم أن "الصحابة .. كانوا على وفاق دائم".
فنقول نحن كذلك؛ أن للشيعة الحق في إنتاج أفلام تاريخية بالرؤية التي يرونها اعتمادا على الروايات التاريخية وما جاء عن المعصومين عليهم السلام.
2- لقد جسَّد المنتجون للمسلسل شخصيتي الإمام الحسن والحسين عليهما السلام اعتمادا على فتاوى من كهنة البكرية والبترية رغم وجود اعتراضات على ذلك، إلا أن الجهة المنتجة للمسلسل اعتمدت على فتاوى المجيزين، وقال منتج المسلسل العنزي حينها أنه "يحترم هذا الرأي – الرافض - لكنه في المقابل يتبع الرأي الآخر الذي يقول به عدد من العلماء الثقات عن جواز هذا الفعل مادام سيظهر بشكل لائق ومعتدل".
فنقول نحن كذلك؛ أن للشيعة الحق في تجسيد المعصومين عليهم السلام بشكل لائق، غير أن "إظهار الشخصيات المقدسة بفيلم سيدة الجنة تم بطريقة مبتكرة غير تقليدية لا تعتمد على التمثيل المباشر، وتعتمد على التوليف والمعالجات الجرافيكية والإضاءة وذلك حفاظا على قدسيتهم". ولذلك ليس لأحد الحق أن يعترض على هذه الجزئية!
3- لقد اعترض النظام الخامنئي وغيره - بشكل خجول - على المسلسل المعنون "الحسن والحسين ومعاوية" وقالوا أنه سيسبب الفتنة والطائفية وما شابه… إلا أننا لم نر أي أثر لهذه التخوفات على أرض الواقع رغم مرور أكثر من سبع سنوات على عرضه.
فنقول ههنا أنه ليس هنالك داعٍ للهلع وبث الرعب والخوف وإظهار أن الفيلم سيسبب الحروب الطائفية!
4- معلوم بالضرورة لدى الجميع أن الحروب القائمة في المنطقة هي حروب سياسية بحتة، سببها الرئيسي هو سياسة الأنظمة الحاكمة، كالنظام السعودي والنظام الإماراتي والنظام القطري ونظام إردوغان ونظام خامنئي وغيرها. فليس لطرح ظلامة الزهراء عليها السلام شأن بالفتنة القائمة بالمنطقة.
5- لم نجد من النظام الخامنئي والبترية ومن لف لفهم أي اعتراضات أو بيانات منددة ضد مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" على الرغم من المغالطات التاريخية التي فيه كقيام الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام بالدفاع عن الطاغية الثالث عثمان بن عفان قبل هلاكه!
إلا أننا وجدنا عشرات البيانات والتنديدات ضد فيلم سيدة الجنة الذي يتناول شيئا من حياة الصديقة الزهراء عليها السلام، وهي بيانات وتنديدات صادرة عمن يدعي أنه من شيعتها!
6- قام دعاة البترية كالمدعو محمد حسين فضل الله والمدعو علي الأمين بإعطاء فتاوى بجواز ظهور الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام بالمسلسل المذكور، مع أنه تم تنفيذه بالرؤية البكرية وفيه من المغالطات ما فيه، فاقرأ وتعجَّب!
بعد كل الذي تقدم، يتضح جليا أن النظام البتري الخامنئي وأحزابه حمقى ودائما ما يكررون أخطائهم وأكاذيبهم ودعاياتهم السوداء من أجل تبشيع من يخالف توجهاتهم، وقد صدق مولانا الإمام الرضا عليه السلام الذي قال: "إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال، فقلت: بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا، ومعاداة أوليائنا إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الأمر فلم يعرف مؤمن من منافق".
محمد أبو سلطان
#انا_مع_سيدة_الجنة
لمشاهدة المقطع الدعائي لفيلم #سيدة_الجنة: