من الأولويات الدينية والثقافية التي حددها الاتحاد بخصوص عراق أهل البيت عليهم السلام، الدعوةُ إلى التغيير العاجل لمسميات الشوارع والمباني والأماكن التي تحمل أسماء قتلة وأعداء أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام.
إنه لمن المستغرب والمستهجن بقاء شوارع ومبان وساحات في العاصمة بغداد وغيرها تحمل أسماء مثل هارون العباسي (المدعو الرشيد) والمنصور الدوانيقي والمستنصر وأبي حنيفة والمأمون وصلاح الدين والزبير وأسماء بنت أبي بكر وعائشة والمعتصم وابن الجوزي وابن خلدون والكيلاني ومالك بن أنس ومعاذ بن جبل وغيرهم من قتلة وناصبي العداء لأهل البيت عليهم السلام وتخليد أسماء هؤلاء في بلد الشيعة فيه هم الأكثرية.
إن بقاء هذه الأسماء الملعونة على بعض الشوارع والجامعات والمدارس والمساجد والساحات يعتبر هتكًا لأهل البيت عليهم السلام.
نداء عاجل
إننا في اتحاد خدام المهدي عليه السلام ننادي الشعب العراقي لأن ينتفض لتغيير أسماء هذه الشوارع وإعادة تسميتها بأسماء أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، إذ لا يعقل أن يبقى اسم قاتل الامام موسى الكاظم عليه السلام على شارع رئيسي في بغداد، أو يرتفع نُصُب ضخم باسم قاتل الامام جعفر الصادق عليه السلام على بعد أميال قليلة من مرقد ابنيه الإمامين الكاظمين عليهما السلام!
إنه على الأقلية البكرية في العراق أن تحترم الأكثرية الشيعية، فليس ما نطالب به خللا في التقييم الثقافي بل إن الخلل هو عند هذه الأقلية التي تحترم القتلة والظالمين وأعداء أهل البيت عليهم الصلاة والسلام دون أدنى مراعاة لهم أو لمشاعر أتباعهم.
على الشيعة أيضا التحرك من جانبهم بقوة والتعبير عن خالص تشيعهم وموالاتهم لآل محمد عليهم السلام؛ فكيف يا ترى نجد الناس جدّوا وسارعوا بتغيير اسم "مدينة صدام" بعد هلاك هذا الطاغية لمجرد قرب عهدهم بظلمه وطغيانه، في حين أن أهل البيت عليهم السلام منسيون متروكون لا تجد لهم ناصرا لا خارج العراق كما في أضرحة أئمة البقيع عليهم السلام التي دمرت وسويت بالأرض، ولا في داخل العراق بتخليد شوارعه ومبانيه لأسماء النواصب من أعداء وقتلة أهل البيت عليهم السلام!؟
اليوم أينما يذهب الشيعي يجد استفزازا لمشاعره، فإذا تجوّل في بعض شوارع بلاده وجدها قد حملت أسماء قتلة أهل البيت كأبي بكر وعمر و"الرشيد" والمنصور والمعتصم وغيرهم، وكذلك المدارس والمباني الرسمية. وفي المناهج الدراسية الدينية يجد ذلك التعظيم والتفخيم لهؤلاء المجرمين، وكذلك يجده في التلفاز والإذاعة والصحافة، وغير ذلك مما لا يُحصى.
فماذا يُنتَظَر من الشيعة وهم يُستفَزّون يوميا بأمثال هذه الأمور! كيف يُتوَقَّع أن تكون ردة فعلهم عند رؤيتهم وسماعهم لتمجيدات قتلة وظالمي أئمتهم المعصومين؟
المعيار المعتمد
على الجميع أيضا أن يدرك أن المعيار ليس ما تعتقده الأقلية البكرية، بل ما يثبته ويؤصّله الواقع التاريخي، كما أننا كأكثرية شيعية نقول بكل ثقة واعتزاز، أن المعيار أصبح معيارنا نحن لا أنتم، لأن الكلمة اليوم هي للشيعة والتشيّع وليست لكم! وكما كنا طوال قرون نعظّم أئمتنا عليهم السلام ونمجّدهم ونتداول مآثرهم ومناقبهم ونقيم مجالس ذكرهم في البيوت المغلقة خوفا من ملاحقتكم وملاحقة سلطاتكم الظالمة، فإن عليكم اليوم أن تصنعوا الشيء ذاته لأن الوضع قد انقلب وقد حان موعد أن يكون للشيعة المحرومين طيلة قرون القدرة في فرض واقعهم الذي يريدون، فإذا أردتم تمجيد "خلفائكم" فمجّدوهم في ما بينكم لا على الملأ.
لِتُلْغِ الحكومات الحالية الفقرات التي تمجّد بقتلة أهل البيت عليهم السلام من المناهج الدراسية، ولتلغِ أسماءهم من الشوارع والمباني والمساجد، وليكفّ ممثلو الطرف الآخر عن تعظيمهم في الخطب الرنّانة وفي شاشات التلفزة وعلى موجات الأثير، وليتوقفوا عن إصدار الكتب والنشرات التي تمدحهم، وبالجملة فليتوقفوا عن كل ما يستفز مشاعرنا في هذا الشأن، فحينئذ يمكن أن تتم عملية مراجعة للسياسات والأساليب الدعوية الشيعية القائمة، أما قبل ذلك فليس هنالك من مجال سوى الاستمرار بما نحن عليه من مقابلة بالمثل حتى يتحقق التوازن المطلوب.