‏‏البحرين الكبرى

السند التاريخي

البحرين حاضرة شيعية نبغ فيها علماء فطاحل ومجاهدون عظماء حملوا مشعل الهداية الشيعية ووقفوا بوجه الطغاة الذين حاولوا قلبهم إلى الإسلام المزيّف.

إن إعادة مجد البحرين الكبرى، الإقليم الشيعي الممتد ليشمل دويلة البحرين الحالية وساحل الخليج بدءا من الكويت شمالا وحتى عمان جنوبا مرورا بالقطيف والاحساء، هو بلا شك سيضيف وزنا عظيما للخريطة الشيعية العالمية، وسيرفع الكثير من الضيم والظلم الذي يعيشه الشيعة على طول المنطقة.


دخل التشيع البحرين الكبرى منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنه لما جاء وفد العبديين برئاسة الجارود بن المعلى وحُكيم بن جبلة إلى النبي صلى الله عليه وآله وأعلنا إسلامهما، عاد حُكيم رضوان الله عليه حاملاً معه التشيع إلى هنالك حيث تولّى غرس بذوره، ثم أُردف بأبان بن سعيد بن العاص الأموي رضوان الله عليه الذي كان النبي صلى الله عليه وآله قد ولاّه تلك الديار وكان شيعيا، وأُردفا أيضا بعمر بن أبي سلمة رضوان الله عليهما حيث ولاّه النبي صلى الله عليه وآله وكان شيعيا كذلك، وهكذا كانت هذه المنطقة منذ بدايات عهد الإسلام قد انضمّت إلى دوحة التشيع والولاء لأهل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.



حق تقرير مصير شيعة البحرين الكبرى

يطرح اتحاد خدام المهدي عليه السلام على كافة شيعة البحرين الكبرى (مما يلي البحرين الحالية والقطيف والاحساء) توسيع دائرة الأزمة الدائرة في دويلة البحرين عبر طرح أزمة "الشعب الشيعي في المنطقة الخليجية كلها" حيث أن: "الشعب الشيعي في الخليج مضطهد ومظلوم ونحن نطالب بوطنٍ قوميٍ خاصٍ للشيعة في الخليج"، فهكذا صنع اليهود الذين كانوا مشتتين في بلدان كثيرة لكنهم وحّدوا كلمتهم وطلبوا من الامبراطورية البريطانية التي كانت مهيمنة آنذاك وطنًا قوميًا لهم يجمع شتاتهم، فلنتعلم من أعدائنا توحيد كلمتنا بأن نطرح على الأمم المتحدة أن تجري استفتاءًا للمنطقة الشرقية للخليج من أجل تقرير حق المصير وتشكيل دولة موحدة للشيعة تحت مسمى "البحرين الكبرى"، فإن أغلب سكان هذا الإقليم هم من الشيعة، كما أن هذه المنطقة يتركز فيها النفط وهو ثروة تحت أرجل الشيعة الذين يكدحون ليلا ونهارا في شركات الانتاج النفطية لكن كدّهم وتعبهم يذهب إلى جيوب الأقلية بل عوائل الأقلية الحاكمة فقط التي مهما أعطتهم فما تعطيهم إلا الفـُـتات، وحيث أن مهمة الأمم المتحدة لا تقتصر على إجراء استفتاء لشعب جنوب السودان حيث فرز النصارى أنفسهم عن المسلمين على أساس ديني أو استفتاء لشعب كوسوفو المسلم الذي فرز نفسه عن النصارى على أساس ديني أيضا، أو استفتاء لشعب الصحراء الغربية على أساس عرقي أو استفتاء للشعب الكردي في شمال العراق على أساس عرقي أيضا، فإن إجراء مثل هذا الاستفتاء في حكم الممكن إذا ما طالبنا به.


الآلية الميدانية

الاتحاد يؤكد أنه لا يدعو إلى رفع السلاح، مع أن خصوم الشيعة في المنطقة يرفعون عليهم سلاحهم ويدكونهم بدباباتهم وقذائفهم، لكنه يطالب بتوحيد كلمة الشيعة في الخليج من أجل الدفع نحو تدخل حاسم من قبل الأمم المتحدة، وندعو إلى استبدال شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" بشعار "الشيعة يريدون تقرير المصير" ويُهتف بهذا الشعار في الخليج كله لا في حدود دويلة البحرين الحالية فقط.

إننا نؤكد أنه إذا عمد الشيعة إلى توسيع دائرة مطالبهم العادلة فحينذاك فليستبشروا في البحرين وغيرها بالنصر، حيث أنه من المتوقع أن تأخذ القضية بعدا دوليا أكبر من مجرد مطالبة عائلة آل خليفة بإرجاع "دستور 1973" والتزامها بما يسمى "الميثاق" أو مطلب "إصلاح النظام" السخيف الذي كان مرفوعا في بادئ الأمر قبل أن يتم تغييره بعد أن رأى الشيعة القتل والمجازر إلى مطلب "إسقاط النظام".

إن النظام الخليفي لن يسقط بهذا المطلب وهذا التحرك البسيط إذا لم يكن سقفنا المطلبي عاليًا، لذا يتوجب على الشيعة رفع رؤوسهم والمطالبة بأقصى ما يمكن ولو كان ذلك من باب المناورات السياسية.

التعامل مع القوى العالمية

ينبغي على المؤمنين في البحرين الكبرى أن يفهموا من أين تؤكل الكتف وكيفية التعامل مع الدول الكبرى، التي ستكون مستعدة إلى أن تعطي الشيعة في الخليج دولة مستقلة إذا كان هناك ساسة شيعة أذكياء ممن يعرفون كيف يتعاملون معهم على قاعدة «خُذْ وأَعْطِ» لمّا يجدون الشيعة أضمن لمصالحهم من غيرهم، وسيضربون بعرض الجدار الثارات القديمة بينهم وبين الشيعة والتشيّع كما ضربوا بعرض الجدار عِدائهم الداخلي النفسي ضد الإسلام في البوسنة والهرسك وفي كوسوفو التي صارت في النهاية دولة مستقلة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية رغمًا عن أنف روسيا وصربيا ومعظم الدول الأوروبية التي كانت تعادي نشوء دولة مسلمة أخرى في أوروبا، فالدول الكبرى لا تعرف إلا دين المصلحة.


الضمير العالمي العام

كما بينا في الآلية الميدانية فإن الدعوة إلى قيام البحرين الكبرى؛ الإقليم الشيعي الموحد الذي يراعي مصالح وحقوق الأكثرية الشيعية، ستكون عبر الوسائل السلمية والمفاوضات، والتي تهدف بالمحصلة إلى استثارة الضمير العام العالمي، وهذا كما صنع نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا بعد سنوات من النضال من أجل إنهاء نظام الفصل العنصري هناك، حيث لم يكن باستطاعته أن يعوّل على الجيش والسلطة الحاكمة بأن ينحازوا إليه لأنهم من البيض الذين يكرهون السود، بل كان تعويله على الضمير العالمي إلى أن نجح بالفعل في هز الضمير العالمي عبر زخم إعلامي كبير أجبر الدول الكبرى على أن تجبر حكومة جنوب أفريقيا على إنهاء نظام الفصل العنصري وتشكيل دستور جديد، ليأتي بعدها نيلسون مانديلا للحكم بعد انتخابات حرة ونزيهة ويصبح رئيسا للبلاد.

قضية البحرين لا تختلف عن قضية جنوب أفريقيا إلا في أن النظام نظام فصل طائفي تحكم فيه الأقلية البكرية وتتجمع عندها كل القوى من القوات المسلحة والثروات الوطنية والمال العام وصنع القرار أما الأغلبية الساحقة فإنها لا تحكم ولا تملك شيئا ولا تعوّل على هذا الجيش أن ينحاز إليها – والذي هو مجموعة مرتزقة من البلوش والباكستانيين ومن أشبه والذين سيبقون إلى آخر لحظة من حياتهم أوفياء لولي نعمتهم من آل خليفة– بل تعوّل على الضمير العالمي الذي لا يمكن تحريكه فجأةً مع مزاحمة القضايا الدولية الأخرى له، فكان على الإخوة في البحرين أن يتأكدوا من خلو العالم من القضايا المشابهة قبل أن يبدؤوا ثورتهم وذلك بالتنسيق مع إخوتهم في الاحساء والقطيف على أقل التقادير، فتشتعل المظاهرات والاعتصامات في الوقت ذاته في المناطق الثلاث تحت نداء موحّد هو "الشعب يريد البحرين الكبرى"، ومن ثمَّ الاستمرار على هذا الأمر الذي ربما يطول سنوات أو ربما يطول أياما إذا رأى الله منـّا صدق النية فيعجّل لنا بالنصر، وهذا كما حصل مع قوم أحد الأنبياء السابقين الذي أوحى الله إليه أن يقول لقومه أن عليهم أن يجاهدوا أحد الطغاة لعشرين عاما إلى أن يأتيهم النصر ففوّضوا أمرهم إلى الله وما مضت أشهر قليلة إلا وانتصروا فسألوا نبيهم كيف أخبرتنا بأن علينا أن نجاهد ونقاتل عشرين عاما ثم في أشهر قليلة انتصرنا؟ فأوحى الله إليه أن قل لهم لأنكم فوّضتم أمركم إليّ عجّلت لكم بالنصر، فلو تعاملنا هكذا مع الله تبارك وتعالى ومع صاحب الأمر الإمام المهدي عليه السلام لعجّل الله لنا بالنصر.


ضمان التحقق

لا ضامن ولا ضمان، لكن نعتقد أن هذا الطرح أقرب إلى التحقق بحسب موازنات الفقه السياسي حيث أننا إن رفعنا سقف المطالبات إلى أقصى حد فإن ذلك يفرض معادلة جديدة تفضي - ولو بعد زمن - إما إلى تحقيقه أو تحقيق ما هو دونه. ومن الناحية الدينية التي هي الإطار الفعلي لكل نجاح/ فقد ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "من طلب شيئاً ناله أو بعضه" (مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ص57) وعنه عليه السلام: "من بذل جهد طاقته بلغ كنه إرادته" (عيون الحكم للليثي الواسطي ص462).


شارك المنشور على Facebook Twitter Telegram Whatsapp